مات ثم عاد للحيـاة!

بسم الله الرحمن الرحيم

يالفرحتى .. عُدت إلى الحياةِ

عادت إلىِّ روحى ... أنا حىٌ الآن !

موتى ... ما أصعبه !

أرءيت موت قلبٍ إذ وُجِد بين ضلوع من فقد كل شىءٍ

سوى نبضات هذا القلب - ما يسمونه ميت إكلينيكياً -

موتى أشــــــــــد ...... فأنا بين ضلوع حـــى لم يفقد شيئاً

مازلت أنبض ولكن نبضاً كاذباً ... أضخ دماً ولكن بلا روح

أرءيت موت الجماد إذ يؤدى وظيفته بلا حياة

موتى أشـــــــــد ....... فأنا ذقت يوماً طعم الحيـــاة

ذُقت طعم أحلى حيــــاة عند أول توبةٍ لله

أرءيت موت صداقة إذ أبعدت الدنيا صديقين سنوات طوال

موتى أشـــــــــد ...... فأنا أبعدتنى غفلتى عن من يتودد إلىِّ

ابتعدت عن حبيبـــــــى ..فكان الموت

ليس الموت الذى يقطع صلتى بالفانية ... ولكنه الموت الذى يقطع صلتى بالآخرة

و هذا هو موتـــى

أما حياتى التى عادت إلىِّ .. فما أحلاها !

أرءيت خفقان قلبٍ إذ حلق صاحبه بحصان أبيض ذى جناحين بين السحاب

خفقانى أشـــــــــد ...... فأنا أحلق أعلى وأعلى

أحلق فوق السحاب ....ياله من إحساس ! .. لايوصف حقاً

أرءيت فرح الأسير إذ استرد حريته

فرحى أشـــــــــد ....... فأنا استرددت روحـــــى

استرددت نبضى الحقيقى .. لم أعد جماداً بعد الآن

أرءيت سعادة طفلٍ تائهٍ إذ عاد لأمهِ

سعادتى أشـــــــــد ..... فأنا عدت بعد موت لمن أوجد الحب والحنان فى قلوب الأمهات

عدت لبارئى ... عدت لحبيبى ..فكانت الحياة

ليست الحياة التى تصلنى بالفانية ...ولكنها الحياة التى تصلنى بالآخرة

وهذه هى حياتى ...مليئة بالراحة والسرور

ولم أقل أن موتى ملىء بالحزن لإنه ببساطة

موت .. بلا شعور!!

وأخيراً .. أتعهد :

لن أغفل أبداً

لن أفقد روحى

سأظل دوماً متصلاً بربى

سأبقى حياً إلى أن يتوقف نبضى

إمضاء : قلب مات ثم عاد للحياة